يسأل أحد القراء: ما هى البصمة الجينية، وهل يمكن أن تتشابه مع أى شخص آخر، أم أن كل شخص يتميز عن الآخر فى البصمة الجينية؟
ويجيب الدكتور عبد الهادى مصباح، أستاذ المناعة زميل الأكاديمية الأمريكية للمناعة، قائلًا:
لعل من أهم المجالات التى يستخدم فيها الحامض النووى للخلية "دى إن إيه" أو البصمة الجينية التى تميز كل إنسان عن الآخر الآن هو مجال الطب الشرعى، حيث يستغل هذا التفرد فى البصمة الجينية الموجودة على الحامض النووى لكل إنسان، ومدى التقارب بين الآباء والأمهات وأبنائهم والتقائهم فى مواضع معينة.
بحيث يستطيع الإنسان أن يؤكد أو ينفى إن كان الابن من ذلك الأب أم لا، فيمكن أن تثبت البنوة وتحدد الأب وتكشف القاتل وتدين المغتصب.
وقد كانت فصائل الدم "A،B،O" وبعض البروتينات المختلفة الأخرى هى الوسيلة التى كانت تستخدم من قبل، إلا أنها كانت تستطيع نفى البنوة من خلال اختلاف فصيلة دم الابن عن كل من الأب والأم، لكنها لا يمكن أن تؤكد أن هذا الابن من ذلك الأب بالذات، حيث يمكن لإنسان آخر أن يحمل نفس فصيلة الدم التى يحملها الأب.
وكم من الأفلام السينمائية التى رأيناها تناقش هذه المشكلة، وتقوم عقدة الفيلم كله على عدم القدرة على الوصول إلى حل حاسم لها، ونفس هذه العقدة كانت تواجه رجال البوليس عندما يجدون نقطة دم فى مكان الحادث، وفصيلة دم هى نفس فصيلة دم أكثر من شخص من المشتبه فيهم.
ويمكن من خلال تحليل الحامض النووى للسائل المنوى فى الشخص المشتبه فيه أن يتم مقارنته بالحامض النووى الموجود فى دم الشخص المتهم بالاغتصاب أو المشتبه فيه لإثبات أو نفى تهمة الاغتصاب وإصدار الحكم عليه.
ولعل من أشهر القضايا التى استخدم فيها تحليل البصمة الجينية "دى إن إيه" لإثبات الاتهام أو نفيه بالنسبة لمتهم هى قضية الممثل ولاعب الكرة المشهور"أو – هجى سيمسون"، وما زالت فى الولايات المتحدة بعض الولايات التى لا تأخذ بنتيجة هذا الفحص وحده، أو من جهة واحدة فقط.
كدليل إدانة مؤكد تحكم من خلاله المحكمة ربما بالإعدام على المتهم، على اعتبار أنه تكنيك جديد قد تظهر فيه بعض العيوب فيما بعد، إلا إذا اقترن بأدلة أخرى تمكن القاضى من أن يصدر حكمه من خلالها.
ويضيف "عبد الهادى" أن هذا التحليل يعتمد على أخذ العينة من الدم والتى تحتوى على الحامض النووى "دى إن إيه" وتكبيرها ملايين المرات، ثم تقطيعها إلى جزئيات بواسطة أنزيمات تقوم بدور المقص الذى يقطع الحامض النووى إلى الشريط الوراثى.
وتعتمد هذه الطريقة على أن الملايين من هذه القطع الصغيرة من الحامض النووى الذى تم تقطيعه بواسطة الإنزيمات تختلف من إنسان لآخر من حيث طول هذه القطع، وعدد تكرار وحدات بناء الحامض النووى فى كل منها.
والحقيقة أن طريقة تحليل البى سى آر أسهل وأدق من هذه الطريقة، لكى نكبر الجين ونعيد نسخ تسلسل الحامض النووى لنصل إلى تكوين وتحديد بصمته الجينية.
كما عرف الكثيرون تحليل البصمة الجينية من خلال الفضيحة التى فجرتها "مونيكا لوينكسى"، المتدربة السابقة بالبيت الأبيض، حين ادعت وأعلنت عن علاقتها الجنسية الصريحة مع الرئيس الأمريكى من خلال بقعة من السائل المنوى للرئيس الأمريكى ظلت محتفظة بها 17 شهرًا.
وكان من الطبيعى أن يتم فحص هذه البقعة لتحديد إن كانت تحمل بصمة الرئيس الأمريكى أم أنه افتراء وادعاء من مونيكا على الرئيس.
ومن خلال هذه الحادثة عرف رجل الشارع العادى الكثير من تحليل البصمة الجينية وأهميته.
الكاتب: أمل علام
المصدر: موقع اليوم السابع